عني (يوسف القحطاني)
عندما كنت في المدرسة الابتدائية رأيت أول لعبة أتاري مع أحد أقاربي، لعبنا لمدة ساعتين ثم غادرنا. هذا الشيء غيّر تفكيري إلى الأبد وأتذكر أنني طلبت من والدي كل يوم أن يشتري هذا الشيء لي لكنه كان ذكيًا للغاية وكان يتحداني إذا تخرجت بنتيجة +90% فسأفعل ذلك. أخذت الأمر على محمل الجد وبدأت أدرس بجد لأفوز بهذا الشيء، فزت وكنت أطير إليه لأطلب الجائزة. لقد أصبح سعيدًا جدًا ووعد بشرائه قريبًا، وانتظرت أحيانًا وفجأة جاء بصندوق كبير جدًا ولوحة مفاتيح وتلفزيون صغير. بدأت بفتح الأشياء وشعرت بالحزن الشديد، لم يكن أتاري!. فغضبت منه ورفضت الجائزة وأنا أسأله ما هذا الشيء؟ قال هذا كمبيوتر! إنه أفضل بكثير من الأتاري! وسوف تساعدك في المستقبل وهذا هو المستقبل. كان ذلك في الثمانينات، اشترى لي والدي جهاز كمبيوتر بقيمة 386 دولارًا يكلفه راتب شهر كامل. ارقد بسلام أفضل أب في العالم كله.
لا أعرف حتى كيف أبدأ تشغيل هذا الكمبيوتر، ثم أخذني إلى ورشة كمبيوتر قريبة وقدمني إلى أحد الفنيين ليعلمني كيفية استخدام الكمبيوتر، كان DOS وقاموا بتثبيت Win 3.x لي وااااااو. بدأت بزيارة ورشة العمل يوميًا سيرًا على الأقدام والتي كانت تبعد حوالي 2200 متر عبر الطرق السريعة والمباني عندما كان عمري 12 عامًا لأتعلم وأعرف كيفية العمل مع جهاز الكمبيوتر الخاص بي.
خلال عام أتقنت الكمبيوتر بينما كل أصدقائي وزملائي لا يعرفون أي شيء عن الكمبيوتر حتى أنني تعلمت اللغة الأساسية التي بدأت البرمجة بها وأحلم بأن أصبح مبرمجًا محترفًا. أنهيت دراستي الثانوية بنسبة 90% وشجعني والدي على الذهاب إلى أي مكان للدراسة. قرأت عن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (KFUPM) في أقصى شرق المملكة العربية السعودية (على بعد 1500 كيلومتر من مسقط رأسي)، وقد دعمني وأعطاني المال للسفر. التحقت بتلك الجامعة وبعد عام اخترت هندسة الكمبيوتر كتخصص لي.
تخرجت عام 2003 وبدأت العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات لبعض الوقت ثم انضممت إلى شركة الاتصالات للعمل في شبكات الهاتف المحمول.